الدكروري يكتب عن وأزواجه أمهاتهم
الدكروري يكتب عن وأزواجه أمهاتهم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن وأزواجه أمهاتهم
إن السنة النبوية الشريفة هي المصدر الثاني للتشريع ولقد مثلت سيرة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، القدوة الحسنة لجميع الناس، على اختلاف طبائعهم، وأجناسهم، وظروفهم، وبيئاتهم، ومراحل حياتهم، فقد كانت سيرته العطرة صلى الله عليه وسلم، أفضل السير بما تضمنته من الأخلاق الحسنة، والعادات الطيبة، والعبادات، فيستطيع الغني الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، حين كان تاجرا، ويقتدي الفقير به حين كان صلى الله عليه وسلم، مُحاصرا في شِعب أبي طالب، وحين هاجر من مكة إلى المدينة تاركا أهله وماله ووطنه، ويقتدي به الملك، والضعيف، والمعلم، والتلميذ، والأب، والزوج، والصغير، والكبير، واليتيم، والداعية إلى الله تعالي.
وأى شخص في كل مرحلة قد يمر بها خلال حياته، وفي كل أمر قد يواجهه، فسيرته العطرة صلى الله عليه وسلم، هى منهاج حياة كاملة، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم، الأسوة الحسنة، والنور الذي يُضيء الظلمات، والإرشاد الذي يهدي كل ضال، ولقد عاش النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، إلى الخامسة والعشرين من عمره في بيئة جاهلية، ولكن رغم هذه الطبيئه فقد كان صلى الله عليه وسلم، عفيف النفس، دون أن ينساق في شيء من التيارات الفاسدة التي تموج حوله، وكما أنه تزوج من السيده خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها، وكان لها من العمرما يقارب ضعف عمره صلى الله عليه وسلم، حتى تجاوز مرحلة الشباب، وقد ظل هذا الزواج المبارك.
قائما حتى توفيت عنه صلى الله عليه وسلم، السيده خديجه رضى الله عنها، عن خمسة وستين عاما، وقد قرب النبي صلى الله عليه وسلم، من الخمسين من عمره، دون أن يفكر خلالها بالزواج بأي امرأة أخرى، ومابين العشرين والخمسين من عُمر الإنسان، هو الزمن الذي تقوى فيه الدوافع لذلك، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يفكر في أن يضم إليها رضي الله عنها، مثلها من النساء زوجة أو أَمَة ، ولو أراد صلى الله عليه وسلم، لكان الكثير من النساء والإماء طوع بنانه، وهو أمر طبيعي في هذه البيئة، وإن من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم، أنه أبيح له الزواج بأكثر من أربع، فقد قال الشافعي ” دلت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، المبينة عن الله تعالى، أنه لا يجوز لأحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أن يجمع بين أكثر من أربع من النسوة ” وقال ابن كثير ” وهذا الذي قاله الشافعي مجمع عليه بين العلماء ” فهذا الحكم من خصائصه صلى الله عليه وسلم، التي انفرد بها دون غيره من الأمة، وذلك لأنه صلى الله عليه وسلم، معصوم من الجور الذي قد يقع فيه غيره، إضافة لما في زواجه بأكثر من أربع من تحقيق لأهداف وحكم هامة، ويطلق على زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، أمهات المؤمنين، وذلك تكريما لشأنهن وإعلاء لقدرهن، وقد شرفهن الله سبحانه وتعالى، بذلك فقال تعالى فى سورة الأحزاب “النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم” وقد بلغت زوجات النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، اللاتي دخل بهن إحدى عشرة، كما ذكر ابن حجر في فتح الباري، وابن القيم في زاد المعاد.